-A +A
خالد السليمان
بعد تناول طعام العشاء في أحد مطاعم مطل البجيري، اصطحبت الأسرة لزيارة حي الطريف مركز الدرعية القديمة العاصمة التاريخية للدولتين السعوديتين الأولى والثانية، ورغم أنها المرة الرابعة التي أتجول فيها في الطريف إلا أنني في كل مرة أخرج بالانبهار ومشاهدة تفاصيل جديدة لم أنتبه لها في المرة السابقة !

كان انطباع الأسرة رائعاً، فالمكان ساحر ويشعرك برابط زمني وتاريخي مع حقبته ومن عاشوا فيه، وتنظيم الجولة محترف وتجد المرشدين السياحيين السعوديين من أبنائنا وبناتنا في كل زاوية وعند كل قسم يرحبون بالزوار ويقدمون كل مساعدة ممكنة وشرح لازم، بينما اتسمت قصور وممرات وحجرات الطريف بلمسات العناية التي تليق بتاريخ يرمز للسعودية وإنسانها، مع شفافية بالغة في رواية التاريخ وكتابة مراحله ليكون الزائر شاهداً على الماضي والحاضر وحتى المستقبل الذي يرتكز على إرث تاريخي وحضاري عريق وصلب !


أكثر ما أسعدني عند المغادرة هو شعور الاعتزاز الذي لمسته عند أفراد أسرتي بتاريخ بلادهم وكفاح أجدادهم وصلابة أرضهم، لقد وجدوا أنفسهم يمشون على أرض مشى عليها أجيال صنعت التاريخ ويتردد بين جدران قصورها صدى أصوات تمثل هويتنا الإنسانية !

كان مؤثراً وعاطفياً أن يستشعروا عبق التاريخ ويتخيلوا ملامح الإنسان، ويتعرفوا على تاريخهم ليس من خلال كتاب مكتوب أو رواية مسموعة بل من خلال واقع المكان والزمان الذي أحاط بهم وبمشاعرهم !

باختصار.. مشروع الطريف عنوان سياحي تاريخي فاخر يضاهي أكثر المواقع العالمية السياحية التاريخية احترافاً !